الأدب العربي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الأدب العربي إبحث في المكتبة عن أي كتاب تريده و سوف تجد مجموعة من الحجج التي ستعين تلاميذ السنة التاسعة


    حجج تلاميذ السنة التاسعة التدخــــــــــين

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 6
    تاريخ التسجيل : 26/12/2010

    حجج تلاميذ السنة التاسعة التدخــــــــــين Empty حجج تلاميذ السنة التاسعة التدخــــــــــين

    مُساهمة  Admin الأحد ديسمبر 26, 2010 3:53 am

    س من عصر كثرت فيه التجارب كعصرنا هذا وكأن الإنسان قد أصيب بهوس التجارب وعدواها في كل ما يمت إلى حياته بصلة. وقد تكون هذه التجارب مجرد واجهه أو مدخل شرعي لممارسة كافة الرغبات والأهواء على اختلاف أنواعها وشذوذها حتى تتحول تلك التجارب أخيرا إلى عادة مستحكمة ظالمة تقود الإنسان حسب هواها ورغباتها. وأكثر ما ينطبق ذلك على عادة التدخين التي تحكمت بعقول الناس على اختلاف مللهم وعلمهم ومشاربهم.
    عادة التدخين آفة حضارية كريهة أنزلت بالإنسان العلل والأمراض كتأثيرها السيئ على الغدد الليمفاوية والنخامية والمراكز العصبية وتأثيرها الضار على القلب وضغط الدم والمجاري التنفسية والمعدة والعضلات والعين الخ ...
    إنها تجارة العالم الرابحة ولكنه ربح حرام قائم على إتلاف الحياة وتدمير الإنسان عقلا وقلبا وإرادة وروحا. والغريب أن الإنسان يقبل على شراء هذه السموم الفتاكة بلهفة وشوق لما تحدثه في كيانهم من تفاعل غريب تجعله يلح في طلبها إلى أن تقضي عليه.
    لا شك أن إغراءات الأصدقاء الواقعين تحت تأثير هذه العادة هي التي تعمل على إدخال البسطاء إلى عالمها الزائف الخادع حيث لا يتمكن أي منهم من التخلص منها إلا بعد شق النفس هذا إذا قدر له الخروج. وكأن الإنسان يظن انه يجد في هذه السموم ملاذا من همومه الكثيرة يهرب إليها في الشدائد والملمات. وهو لا يدري أن من يهرب إلى سم التبغ هو كمن يستجير من الرمضاء بالنار، لأنه بذلك يستنزف قواه ويقضي على البقية الباقية من عافيته.
    كأنك أيها الإنسان لا تعلم انك بذلك تسير إلى طريق التهلكة والخراب وأن السعادة لا تكون في الركض وراء أوهام خادعة، إنها لا تكون بتغييب العقل وحجبه عن أن يكون قوة فاعلة يهديك سواء السبيل، إن السعادة هي في تحاشي الأخطار ومجابهة التحديات وتنبيه القوى الخيرة في الإنسان. إنها في الإرادة الصلبة والتنزه عن المطالب الخسيسة والانتصار على الضعف والوهم، إنها في الحفاظ على الصحة وعلى القوة العقلية والبدنية لإبقائها صالحة لمواجهة الملمات عوضا عن هدرها سدا وتبديدها فيما لا طائل ورائه.
    إن العاقل يسهر على إصلاح نفسه وليس من يتبع سبيل الخطأ بحجة أن الأكثرية تسير في هذا الاتجاه. والجاهل هو من لا يملك التفكير الصائب للحكم على الأمور فتهون عليه نفسه وصحته. إن من يبيح لنفسه إتلافها بكل وسيلة رخيصة لمجرد أن فيها لذة مزعومة هو إنسان فقد مقومات الإنسانية، انه إنسان يستحق الرثاء.
    بعد أن ازداد خطر عادة التدخين لا سيما في صفوف الشباب والمراهقين وطلاب المدارس والجامعات واستفحال خطره على الصحة فقد خصصت هذه الصفحة عن كل ذلك مظهرين بالحقائق والأرقام - لا بالعواطف والانفعالات - الخطر الكامن وراءه ووجوب محاربته على كل مستوى عن طريق التوعية الصحية والحذر من جعل الصحة مطية للشهوات وأداة للمقامرة. فالصحة هي الرصيد الحقيقي لكل دولة يحق لها أن تفتخر بنفسها وبمنجزاتها.
    نبذة عن تاريخ التدخين
    في أوائل القرن السادس عشر ادخل مكتشفوا أمريكا عادة التدخين إلى الحضارة الأوروبية، ومصطلح نيكوتين الذي يتداوله الناس عند التحدث عن التدخين أخذ من اسم جون نيكوت سفير فرنسا في لشبونة والذي دافع عن التبغ وكان يؤكد أن للتدخين فوائد مثل إعادة الوعي وعلاج الكثير من الأمراض.
    وحتى منذ هذه البداية لم يترك الموضوع دون مقاومة فقد قام كثيرون بمعارضته وخصوصا (جيمس الأول) في كتابه "مقاومة التبغ" حيث اعتبر التدخين وسيلة هدامة للصحة. أما السيجارة التي يعرفها الناس بشكلها الحالي فقد ظهرت في البرازيل عام 1870م.
    من الغريب أن أول إحصائية عن التدخين في الولايات المتحدة الأمريكية ظهرت في عام 1880 وكان تعداد السكان خمسين مليون فقط ثبت أنهم يدخنون 1,3 بليون سيجارة سنويا وحينما ارتفع عدد سكان الولايات المتحدة الأمريكية إلى 204 مليون ارتفع عدد السجائر المدخنة إلى 536 بليون سيجارة سنويا.
    من هذا يتضح أن السكان زادوا بنسبة 300% أي أن زيادة السجائر أكثر من زيادة السكان 133 مرة.
    الحقيقة الأولى
    إن التدخين يسبب أنواعا عديدة من السرطان -أهمها سرطان الرئة- لقد كان سرطان الرئة مرضا نادرا قبل الثلاثينات حيث كان عدد الإصابات لهذا المرض في الولايات المتحدة الأمريكية يقدر بحوالي 600 إصابة سنويا وقد ارتفع هذا الرقم في سنة 1977م إلى حوالي 85,000 إصابة وليس هناك من شك أن أهم الأسباب التي أدت إلى هذه الزيادة الهائلة في الإصابات هو التدخين.
    ما هي البراهين العلمية التي تثبت أن التدخين يسبب سرطان الرئة؟

    1.
    إن سرطان الرئة مرض نادر جدا بين غير المدخنين
    2.
    إن نسبة الإصابات تزداد بازدياد عدد السجائر المستهلكة وازدياد مدة التدخين وتقل هذه النسبة تدريجيا عند الإقلاع عن التدخين مما يثبت العلاقة المباشرة بين التدخين وسرطان الرئة
    3.
    إن لسرطان الرئة أنواع عديدة، وإن زيادة الإصابات هي نتيجة الزيادة التي حصلت في الأنواع التي يسببها التدخين، أما الأنواع الأخرى التي لا علاقة لها بالتدخين فقد بقيت تماما كما كانت قبل عصر "أمراض التبغ"
    4.
    لقد أظهرت الأبحاث العلمية أن دخان التبغ يسبب أمراضا سرطانية عديدة في أنواع مختلفة من الحيوانات.
    إن هذه البراهين لا تترك مجالا للشك بأن التدخين هو من أهم مسببات سرطان الرئة ولكن يجدر بنا أن نوضح أن هناك فرقا كبيرا بين تدخين السيجارة وتدخين الغليون والسيجار، فالسيجارة أكثر خطرا. لقد أثبتت الدراسات أن سرطان الرئة أكثر شيوعا، بالنسبة إلى غير المدخنين، بخمس وعشرين مره بين مدخنين السجائر وبين 8-9 مرات بين مدخني الغليون و 3-5 مرات بين مدخني السيجار إن سرطان الرئة ليس هو السرطان الوحيد الذي يسببه التدخين - فالتدخين يسبب سرطان الشفة (وخصوصا بين مدخني الغليون) وسرطانات الفم بما فيها اللسان، وسرطان الحنجرة. كما أن هناك دراسات تدل على أن التدخين هو أحد مسببات سرطان المريء والمثانة.
    ما هي المادة التي تسبب السرطان؟
    إنه لمن الصعب التحقق من ماهية هذه المادة. لقد عزل حتى الآن ما يقارب العشرين من هذه المواد التي يمكن أن تسبب السرطان، إلا أن المادة أو المواد التي تسبب سرطان الرئة في الإنسان لم يتم عزلها حتى الآن بشكل قاطع.
    الحقيقة الثانية
    التدخين هو أهم الأسباب التي تؤدي إلى أمراض الرئة المزمنة وغير السرطانية. إنه لمن الواضح علميا أن التدخين يسبب تغييرات في القصبات الهوائية والرئة تتطور تدريجيا حتى تسبب التهاب القصبات المزمن. يبدأ هذا المرض كسعال بسيط في الصباح لا يعيره المدخن أو حتى الطبيب اهتماما (سعلة سيجارة) ثم تتطور هذه السعلة إلى ضيق النفس والنزلات الصدرية المتكررة والصفير عند التنفس وفي الحالات المتقدمة يصعب على المريض القيام بأي جهد جسدي.
    لقد أثبتت دراسات على المراهقين أن أمراض الرئة المزمنة قد تنشأ بعد تدخين 5-10 سجائر في اليوم لمدة عام أو عامين. إن وجود الفلتر ليس ضمانه إذ أن الفلتر الفعال الذي يزيل كل النيكوتين والرماد والزيوت وغيرها من الكيماويات من الدخان لا يمكن لهذا الدخان أن يعبره. زيادة على الأمراض الرئوية المزمنة التي يسببها التدخين فهو يزيد بعض الأمراض الرئوية كالربو مثلا ويجعل إصابة الرشح والتهاب القصبات الحاد أكثر حدة.
    الحقيقة الثالثة
    التدخين يسبب تقلصا في شرايين القلب وهذا بدوره يسبب الذبحة القلبية فالأبحاث الطبية قد أظهرت بشكل غير قابل للجدل التأثير السيئ للتدخين على القلب وشرايينه. إن هذا الضرر يبدأ من تدخين السيجارة الأولى حتى ولو لم (يبلع) المدخن الدخان إذ أن مادة النيكوتين تذوب في اللعاب وتمتص بواسطة الدم وتسبب تقلصا واضحا في شرايين القلب وباقي شرايين الجسم.
    لقد أثبتت الدراسات الطبية على المتطوعين الأصحاء بواسطة تلوين شرايين القلب أن تدخين أقل كمية ممكنة من التبغ يسبب تقلصا مؤقتا في قطر الشريان وأن التدخين المتواصل والمزمن يسبب بالتالي ضيقا في شرايين القلب، لقد دلت دراسة أجريت في الولايات المتحدة لمدة 20 سنة أن التدخين يزيد نسبة الإصابة بنشاف الشرايين بحوالي 200% وتخف هذه النسبة تدريجيا بعد التوقف عن التدخين. يجدر بنا أن نشدد على أن التدخين ليس هو السبب الوحيد لنشاف شرايين القلب - فهناك مسببات أخرى كارتفاع الضغط ووجود زيادة في المواد الدهنية بالدم والاستعداد الوراثي إلا أن التدخين يزيد بشكل واضح خطورة هذه الأسباب. إن الصغار والشباب هم أكثر تأثرا بالتدخين من الكبار إذ أن شرايين قلوبهم تكون (أطرى) وتتقلص بقوة أكثر، هؤلاء هم الذين يجب أن نحميهم من مضار التدخين بسرعة ولكن لسوء الحظ هؤلاء هم الأكثر استعدادا للبدأ بالتدخين لأسباب نفسية ودعائية تركز عليهم، وهم في العادة أقل حذرا واهتماما بصحتهم من الكبار.
    يحتاج الدماغ عزيزنا القارئ لكي يؤدي عمله جيدا ، إلى كمية محددة من الدم لتغذيته بالأكسجين . وأحد الأخطار التي تهدد الدماغ ... الكوليسترول ! وسنويا ، يموت آلاف الأشخاص نتيجة الإصابة بالسكتة . معظم أولئك ممن تجاوزوا سن الأربعين . وتحدث السكتة عندما ينزف احد الأوعية الدموية في الدماغ .. أو حين تتكون جلطة على سطح الوعاء الدموي ، وفي كلتا الحالتين تتسبب في توقف جريان الدم إلى جزء من الدماغ مما يسبب فقدان النطق ، والضعف أو الشلل . وفي حالات صعبة يسبب الموت .
    إن تكوين الكوليسترول في الأوعية الدموية التي تزود الدماغ بالدم والأكسجين ، يمكن أن يسبب العجز ، وذلك بحرمان بعض أجزاء الدماغ من الأكسجين اللازم . ولكون كل من التغذية غير الصحية .. والتدخين يسهم في تكوين الكوليسترول ، فأن الشخص المدخن يكون هدفا رئيسيا للإصابة بالسكتة أو العجز .
    1.
    المدخنون معرضون لطوارئ العمل أكثر من غير المدخنين. وإهمال أعقاب السجاير يسبب حرائق كثيرة في البيوت والمعامل.
    2.
    يحوي النصف الأخير من السيجارة المشتعلة مواد ضارة أكثر من نصفها الأول.
    3.
    يقول الأطباء - الدلائل قوية لدرجة لا تسمح لضمائرنا كأطباء مسؤولين عن إنقاذ الحياة إلا أن ننذر الناس بالمخاطر التي يعرضون أنفسهم لها إذا استمروا في التدخين.
    4.
    أحسن دفاع ضد خطر التدخين هو عدم التدخين.
    5.
    لا يمكن للطب أن يدرأ سرطان الرئة أو يعالجه - إذ أن أربعة أخماس المرضى بهذا الداء لا يشفون لأن تشخيص المرض عادة لا يكون إلا بعد أن ينتشر السرطان خارج الرئة وليس هناك إلا احتمال 5% في عيش المعالج أكثر من خمس سنوات في الباقي من المرضى الذين يشخصون قبل أن تظهر بوادر انتشار السرطان خارج الرئة.
    6.
    التدخين يضعف الإنجازات في عالم الرياضة.
    إن سلوكياتنا كمدخنين تظهر تدهور شخصياتنا وجنوننا وتكشف أننا مدمنون حقيقيون. فنحن على استعداد أن نذهب لأي مكان بحثاً عن علبة نيكوتين، وقد نفتش بين أكوام القمامة بحثاً عنه أو نلتقط أعقاب السجائر من منفضة السجائر أو من الطرقات لندخنها. فنحن نغفل تماماً عن مدى الإحراج والإذلال الذي نتعرض له في سبيل الوصول إلى علبة النيكوتين.
    كنت في إحدى الليالي الممطرة الموحشة وحدي بالمنزل، وقد قمت بتنظيف وجهي وإزالة مكياجي بالكامل وطويت شعري على بكرات الشعر ووضعت عدداً من الدبابيس لتمويجه، وارتديت ثوباً قديماً ذابل اللون وجورباً صوفيا ثقيلاًً. واستلقيت على الأريكة لأتصفح الجرائد، لكنني فوجئت بعدم قدرتي على التركيز بل وعجزي عن التفكير في أي شيء غير احتياجي لسيجارة لأدخنها. كنت أعلم إنني لا أخفي أي سجائر بالمنزل، وحاولت إبعاد الفكرة عن عقلي ولكني بعد وقت وصلت للنقطة التي أعلنت فيها استسلامي وعجزي عن الصمود أكثر من ذلك.
    "ودون أن أعبأ بالتخلص من الدبابيس المثبتة في شعري، ارتديت معطف مطر طويل وقديم، ثم وجدت أمامي حذاء طويل برتقالي اللون مثير للضحك فارتديته على الجوارب الصوفية الثقيلة وانطلقت بسيارتي نحو متجر لبيع لوازم المنزل والمأكولات يوجد بالقرب من منزلي. وعندما هممت بالدخول رأيت بالداخل أحد معارفي، ونظراً لارتدائي هذه التشكيلة من الملابس الهزلية والمخجلة قررت عدم دخول المتجر، إلا أنه كان هناك مطعم بالقرب من المتجر يبدو لطيفاً ومعتما ودخلته. ولم ألحظ ماكينة بيع السجائر ولكني رأيت شخصاً ما جالساً يدخن سيجارة، فأسرعت نحوه وعرضت عليه بعض المال ليسمح لي بأخذ سيجارتين.
    قدم لي هذا الشخص أربعة سجائر ورفض الحصول على مقابل مادي وقبل أن أشكره نظر لي بنظرة رثاء في عينيه ووضع يده على كتفي وسألني <هل أنت بخير؟ هل يمكنني أن أطلب لك طعام؟ هل هناك ما يمكنني عمله لك؟>.
    " حينئذ أدركت كم أبدو كالمشردين ببكرات الشعر في رأسي ومعطفي الطويل وثوبي البالي وحذائي البرتقالي الذي لا يخفي جوربي الصوفي الثقيل .. كنت بالفعل أبدو كما لو كنت أتوسل سجائر!
    "أخذت أؤكد للرجل أنني بخير وشكرته ولكنني أخذت السجائر وقبضت عليها بيدي وخرجت وركبت السيارة بسرعة حتى لا يخرج هذا الشخص ويراني داخل سيارة فارهة حديثة الطراز. وفي سيارتي غمرني الشعور بأنني قد وصلت أدنى درجات الإذلال في حياتي."
    يؤثر التدخين تأثيراً سلبياً على كل نواحي حياتنا المهنية والبدنية، والاجتماعية والجنسية. فتنتابنا حالة من العجز عن الأداء بكافة أنواعه دون النيكوتين. لأن اعتقادنا الراسخ أن التدخين هو المعين العظيم، والوقود الذي نحتاجه لتظهر طاقاتنا الإبداعية. لكننا عادة ما نفضل الجلوس والتدخين عن التحرك أو القيام بأي عمل ما رياضي أو اجتماعي. وحتى العلاقة الجنسية فإننا لا نقبل عليها دون علبة سجائرنا.
    كل شيء حولنا يشهد أن هذه العادة السيئة، فلقد صنعنا ثقوب في ملابسنا وفي مشايات الأرضية وفي الأثاث من حولنا، كما قد أصبنا أنفسنا وربما أصدقاءنا بهذه المادة المشتعلة، لقد تعرضنا للكثير من الحوادث بسبب تعاطي النيكوتين أثناء القيادة، كما تأثر أيضا عملنا حيث فقدنا أوقات كثيرة كان من المفترض قضاءها في العمل إلا أننا قضينا تلك الأوقات في الفراش، مرضى عاجزين (في بعض الأحيان يصاحب هذه الأجازة خسارة مالية)
    وبالنسبة للتبعات الجسدية للتدخين فقد أصبحت الآن معلنة للجميع ولا يمكن إنكارها، مع أننا تجنبنا قراءة التقارير الطبية التي تتناول الآثار الجانبية للنيكوتين. "كانت الثورة تصيبني لمجرد الاعتراف بأن للنيكوتين أي علاقة بالتهاب الشعب الهوائية والتهابات الجيوب الأنفية والإصابة بالبرد والسعال والربو".
    لكننا اعتدنا أن نعاني من آلام في الصدر وضيق في التنفس. وتأثر مظهرنا الخارجي فبدا علينا الهزال وكلما نظرنا في المرآة رأينا التجاعيد تظهر بوضوح كنتيجة لهذه العادة السيئة. ونعرف الآن أن الآثار السلبية لهذه العادة قد تصل لما هو أسوأ. وربما تسبب الإجهاض إذا كانت المرأة التي تدخن حامل. كتبت سيدة ما "اعتقد أن التدخين كان السبب في فقدي لطفلي عندما كنت حاملاً في شهري الخامس. وبذلك فقدت إلى الأبد الطفل الوحيد الذي كان بإمكاني الحصول عليه".
    وربما تسبب الأنواع المختلفة من السرطان. ولكن عندما ينتابنا الخوف الشديد من المرض وربما من الموت بسبب التدخين، نلجأ أكثر إلى التدخين لنخفي وراءه خوفنا!
    أيضاَ اعتدنا تدخين النيكوتين للتغلب على خجلنا أثناء تواجدنا مع الناس لنفصل أنفسنا عنهم وندخل في عزلة يخلقها النيكوتين في صورة سحابة رمادية من المشاعر نختفي وراءها. لأننا عندما ندخن ونحن معهم نشعر مع سحب الدخان بالقوة والشجاعة والثقة بالنفس والمعرفة الجيدة بالحياة، ونشعر أننا جذابون، لدينا سحر غامض فتان.
    وصف أحدنا مشاعره وهو يدخن النيكوتين بأنه " متميز - ساحر - محط الأنظار - غامض"، لكنه أيضاً قال أنه مع مرور الأيام بدأت تختلط مشاعر"التميز والنواحي الإيجابية" بأخرى معاكسة تماما، "لقد شعرت بالأمان والخزي، والاتزان والانحراف، والحرية والإذلال، والافتعال …. وكان بالقطع شعوري بعدم تقديري لذاتي هو نقطة التحول الرئيسية لحياتي".
    أيضاً يغير النيكوتين من علاقاتنا بالمجتمع. فنغتاظ من غير المدخنين والداعين أن التدخين ضار بالصحة. كما يعترينا الغضب الشديد عندما نشاهد الإعلانات العامة في التليفزيون تحضنا على عدم التدخين، ونشعر كما لو كنا مضطهدين ومستهدفين فلم تعد الأماكن العامة آمنة لنا .. تقول إحدي السيدات:
    "أحياناً أذهب لتناول الغداء في أحد المطاعم العامة، وعندما يشتكي أحدهم من التدخين عادة ما أرد على هذه الشكوى بقسوة وعنف مثل <لتترك أنت المكان إن لم يعجبك>. وحتى على مستوى أسرتي، أتشاجر مع زوجي بسبب تدخيني في غرفة النوم فهو يكره أن يشم رائحة النيكوتين في الفراش".
    يكتب أخر يقول " يرفض والدي أن أدخن داخل السيارة حيث المكان مغلق بوجود مكيف الهواء، بالطبع حاولت أن أفعل ما يريده ولكن استحواذ النيكوتين عليٌ جعلني أدخن في السيارة وبالطبع كانت هناك معارك دائماً بين وبين والدي".
    ولا نغفل في النهاية الجانب المالي بحساب كم من مال تكلفنا تلك العادة. فقليلون منا ينظرون لهذا الجانب ويقدرون الأموال التي أنفقت على التدخين "بعد أول مقابلة مع المدخنين المجهولين فهمت إنني كنت أنفق حوالي 1100 دولار في العام على التدخين وقد أنفقت حوالي 23000 دولار منذ بدأت التدخين منذ 21 عام ويعتبر هذا المبلغ مقدم لشراء منزل جديد لطالما حلمت بشرائه".
    إلا أننا ماهرين جداً في محاولتنا لإعادة صياغة وتبرير وتجاهل هذه الحقائق المؤسفة. ولم نحاول قط رؤيتها كاملة لنرى كم هي الصورة قبيحة وخطيرة، فالنيكوتين نفسه يبالغ في تبسيط شره، وبالتالي يسهل تجاهل المزيد من شروره.
    للتدخين أبعاد اقتصادية وسياسية وتنموية وصحية وأخلاقية واجتماعية ونفسية، ولا يمكن فصل هذه الأبعاد بعضها عن البعض الآخر وذلك بسبب التداخل الوثيق بينها.
    ننسى صاحب قصة المارلبورو الشهير الذي يدعى ديفيد ماكلين وهي خير مثال على ذلك، كان ديفيد يدعو الناس لنكهة السيجارة والتباهي فيها، ونتيجة لهذه الدعاية أصبح 60% من المدخنين يدخنون سيجارة مارلبورو التي كلفته بالتالي حياته بعد أن سقط ضحية لتلك النكهة التي دعى الناس إليها.
    تعد مشكلة تعاطي المخدرات من أخطر المشكلات النفسية والاجتماعية التي تواجه المجتمعات المختلفة ومنها مجتمعاتنا العربية والإسلامية .
    وتشيع هذه المشكلة في مختلف الطبقات والفئات الاجتماعية والأسر ذات المستويات الاقتصادية والاجتماعية المختلفة . كما تمتد عبر المراحل العمرية المتعددة ولكن تبدو أكثر خطورة وشيوعيا لدى قطاعات الشباب والمراهقين وهم بطبيعة الحال طلاب المدارس والجامعات . وهذا العمر هو الذي يصل فيه الفرد إلى قمة قدراته على العطاء والبذل والإنتاج . ويزيد من خطورة هذه المشكلة أنها أكثر شيوعا لدى الذكور منها لدى الإناث حيث هم يتحملون العبء الأكبر في العمل والإنتاج .
    وقد تزايد في الفترات الأخيرة الإقبال على تعاطي العديد من المواد النفسية التي هي أشد خطورة مقارنة بالمواد التي كانت منتشرة فيما قبل . حيث شهدت الثمانينات من القرن الماضي عودة الهيروين والكوكايين إلى الظهور بين الشباب مما أحدث حالة من الذعر لدى المسئولين والتربويين .
    وتقترن مشكلة التعاطي لدى الشباب والمراهقين بوقوع العديد من المشكلات والأمراض الاجتماعية .منها على سبيل المثال تدهور مستوى الصحة النفسية والجسمية وصور التوافق النفسي والاجتماعي وازدياد مستويات أو معدلات السلوك الإجرامي والعدواني على المستويين الشخصي والاجتماعي . مما يشكل تهديدا خطيرا للسلامة الشخصية والأمن الاجتماعي . حيث لوحظ أن أغلب حوادث العنف والسرقة والخطف والتحرش الجنسي والاغتصاب والقتل يرتكبها المراهقون والشباب من متعاطي المواد المخدرة .إما نتيجة للاضطراب العقلي الذي يحدث نتيجة لآثار التعاطي السلبية . أو للرغبة في الحصول على الأموال اللازمة للتعاطي والحصول على النشوة والانتشاء الناتج عن تعاطيها . ومن ثم الإدمان والتعود والازدياد المضطرد في معدلاتها .
    ولقد تبين أن ازدياد هذه المشكلة وتنامي معدلاتها خاصة لدى الشباب والمراهقين يكلف المجتمع اعتمادات مالية وخسائر فادحة تنفق على عمليات الوقاية وإعداد الخطط والحملات التي تهدف إلى مكافحة مهربي المخدرات وموزعيها .أو علاج الآثار المترتبة على ذلك ومنها علاج المدمنين ورعايتهم وإعادة تأهيلهم . هذا بالإضافة إلى الحاجة المستمرة إلى توجيه العديد من الموارد لبرامج التنمية الأسرية والشباب وتحسين الأحوال المعيشية لهاته الفئة من الشباب وأسرهم .
    إن الذي يدخن يندفع بشكل تلقائي نحو كارثة محتومة بسبب مجموعة من الأمراض القاتلة ، إن شركات التبغ هي شركات القتل ، وهي شركات تتجر بالموت ، تنتج هذه الشركات بمعدل دخينتين ( سيجارتين ) يومياً لكل إنسان على وجه الأرض ، أي إنها تنتج في اليوم الواحد اثني عشر ألف مليون دخينة ، إن هذه الكمية التي تنتجها شركات الدخان فيها مواد سامة لو حقنت دفعة واحدة في أهل الأرض لاستطاعت أن تبيد الجنس البشري بأكمله ، بل إن أثرها أشد من أثر أكبر قنبلة ذرية ، إن عدد الذين يلقون حتفهم ، أو يعيشون حياة تعيسة من جراء التدخين يفوق عدد الذي يلاقون حتفهم نتيجة الطاعون والكوليرا والجدري والسل والجذام والتيفوئيد والتيفوس مجتمعين ، والوفيات الناجمة عن التدخين هي أكثر بكثير من جميع الوفيات للأمراض الوبائية مجتمعة ، هذه فقرة من تقرير نشرته منظمة الصحة العالمية .

    ثمة إحصاء رسمي يبين أن هناك ألف وفاة كل يوم بسبب الدخان ، وهذا العدد يزيد سبعة أضعاف على عدد الذين يموتون في حوادث السير ، علماً بأن أعلى نسبة يموت بها الناس هي نسب حوادث السير ، لذلك قالت منظمة الصحة العالمية : " إن التدخين يعد سبباً حتمياً لأمراض مميتة " .

    وثمة إحصائية دقيقة تقول : إن مجموع الذين يموتون بسبب التدخين في دولة غربية واحدة هي أربعمئة ألف إنسان ، بواقع ألف كل يوم أو أكثر ، إن بين كل ثلاثة مدخنين يلقى أحدهم حتفه بسبب التدخين ، هذه كلها تقارير من منظمة الصحة العالمية .

    إن مجموع الدخل الذي تحققه الدول الكبرى من جراء الضرائب الباهظة على إنتاج التدخين هو أقل بكثير من الأموال التي تنفق في معالجة الأمراض الناتجة عن التدخين .

    إن الإنسان جبل على رؤية الأخطار المباشرة والاستهانة بالأخطار غير المباشرة ، فلو ظهرت إصابات وتظهر كل يوم أنفلونزا الطيور في بلد ما كما ترون وتسمعون لخف المسؤولون عن الصحة لمواجهة هذا المرض ، واستنفروا ، ولكن لماذا لا يواجهون أخطار التدخين بهذا القلق الشديد ، وبهذه التدابير الحازمة ، ومن أنجح الإعلانات التي وضعت في حين من الأحيان على طرق دمشق رسموا رصاصة وكتبوا تحتها موت سريع ، ورسموا دخينة ، وكتبوا تحتها : " موت بطيء " .
    وهو الطامة الكبرى ، حيث إن التدخين السلبي هو التعرض لسجائر الآخرين في الأماكن المغلقة والمزدحمة ، بل إن أخطر ما في الدخان أن أضراره لا تنحصر في المدخن نفسه ، بل تنتقل إلى من حوله من زوجة وأولاد وزملاء في العمل ، وهذا الذي يجالس مدخناً هو المدخن السلبي ، وقد أوضحت دراسة علمية أجرتها مجموعة من العلماء أن الدخان يؤدي إلى زيادة نسبة الكوليسترول في دم غير المدخن ، وهذا يؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب وسرطان الجلد والبلعوم ، وغيرها من الأمراض المستعصية التي يسببها التدخين .

    إن الأطفال الرضع الذين يعيشون في غرف ممتلئة بدخان السجائر هم أكثر تعرضاً للالتهابات الرئوية ، والنزلات الشعبية ، مقارنة بأمثالهم الذين يعيشون في غرف نظيفة ، فالآباء الذين يدخنون يساهمون في إيذاء أولادهم الصغار ، وهذه حقيقة طبية ثابتة .

    ن الخالق العظيم تكريماً لهذا الإنسان ، وتحقيقاً لسلامته ، وصوناً له من العطب جهّزه بآليات بالغة التعقيد لحفظه من الأخطار ، فلو أن أحدنا شاهد شيئاً مخيفاً ، وليكن ثعباناً في بستان ، ماذا يحدث ؟ تنطبع صورة هذا الشيء المخيف على شبكية العين إحساساً ، وشبكية العين تنقلها إلى الدماغ عبر العصب البصري ، ليدرك الدماغ معنى هذه الصورة بحسب المفهومات المكتسبة ، والدماغ ملك الجهاز العصبي ، أوامره كهربائية ، يخاطب ملكة الجهاز الهرموني ، وهي الغدة النخامية التي أوامرها هرمونية عن طريق ضابط اتصال هو الجسم تحت السرير البصري ، هذه الغدة النخامية تتلقى التماساً من الدماغ بالتصرف من أجل السلامة ، هي ملكة ، وعندها غدد هرمونية فعالة ترسل هذه الغدة النخامية أمراً واحداً إلى الكظر ليواجه الخطر ، فيرسل الكظر خمسة أوامر هرمونية :

    الأول : أمر إلى القلب ليسرع القلب ، ويرتفع نبضه من ثمانين إلى مئة وستين أحياناً ، أو مئة وثمانين .

    الثاني : ويرسل الكظر أمراً ثانياً إلى الرئتين ليزداد وجيبهما كي يتناسب وجيب الرئتين مع نبض القلب المرتفع .

    الثالث : ويرسل الكظر أمراً ثالثاً إلى الأوعية المحيطة بالجسم فتضيق لمعتها توفيراً للدم كي يساق إلى العضلات ، فيصفر لون الخائف ، ويرتفع نبضه ، ويزداد وجيب رئتيه .

    الرابع : ويرسل الكظر أمراً رابعاً إلى الكبد ، ويطلق كمية من السكر إضافية ، ولو فحص دم إنسان خائف لكان السكر فيه مرتفعاً .

    الخامس : ويرسل الكظر أمراً خامساً إلى الكبد ليطلق مزيداً من هرمون التجلط لئلا يسيل الدم بطعنة من آلة حادة .

    إذاً الخائف نبضه مرتفع ، ووجيب رئتيه مرتفع ، لونه أصفر ، في دمه سكر زائد ، في دمه هرمون التجلط ، هذا يحدث في العام مرة ، أو في العامين مرة ، أو في الشهر مرة ، هذه أرقى آلية للدفاع عن الإنسان .
    أما أنا فاسمع بدايـة قصتـــي منذ التحقت بشلـة الأقـران

    لم يعلــم الأبوان أين تسـكـعي بحثاً عن الأعقاب والعـيدان

    لم تمض إلا أشهر حتى غــدت سيجارة الشيطان طوع بناني

    في العيد كانت فرصتي ذهبيــة الجيب مملوء أبي أعطانـي

    تابعــت أفلام البطولة مغرمــاً ومـشاهد التدخين كل ثـوان

    أيقــنت أن التبغ شــرط لازم كي أنتمـي لفصيلة الشجعان

    سيجــارة الأستاذ في مدرستـي كانت كوحي الجن و الشيطان

    أذعنت للتـــدخين دون تـردد و بدأت بعد السر بالإعلانـي

    فأبي يدخن والمعلـــم قدوتـي و كلاهما بسلوكــه أغواني

    وطبيبنا في الحي كان مـــدخناً فجعلته ترســاً لمن يـنهاني

    جاوزت مرحلة الشباب و بـعدها مالت بصدري كفة الميـزان

    أصبحت ألهث إن مشيت بسرعة والقلب يخفق والسعـال أتاني

    أنفقت أموالي أهــنت إرادتي كي لا يصاب التبغ بـالخذلان

    هذا اللدود جعلته لــي صاحباً أردفته خلفي فباع حـصـاني

    لم أتعظ مما جرى للسابقيــن وصمدت لكن فزت بالخسران

    هذي حكاية من يذوب ندامـة فاحذر صديقي أن تكون الثاني

    * * *

    ا الإخوة الكرام ، من خصائص الإنسان الذي عرف سر وجوده وغاية وجوده أنه يعرف قدر نفسه ، ويعرف قيمة الحياة ، ويعرف قيمة الصحة ، هذه الصحة وسيلته لتحقيق ذاته ، لذلك يجب أن يسعى الإنسان العاقل سعياً حثيثاً إلى الحفاظ على صحته ، لأنها رأسماله ، ووعاء عمله ، والله سبحانه وتعالى يقول :

    [ سورة البقرة : 195]

    ويقول الله عز وجل ، ودققوا في هذا القول :

    [ سورة الأعراف : 157]

    وقد ثبت بالدليل القطعي العلمي الموضوعي أن الدخان من الخبائث ، فهو إذاً مشمول بقوله تعالى : ] وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ lack]لا تنسى إضافة تعليق أو شكر الموضوع
    [i][b]

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت أبريل 27, 2024 4:10 pm